السلطة الفلسطينية تعمل على بناء جيش وطني

غزة-دنيا الوطن
«سنترك الجيش (لرئيس الوزراء سلام) فياض» هذا ما قاله 3 من العسكريين لـ«الشرق الأوسط» بعد ان حصلوا على التقاعد المبكر، اثر تسهيلات منحتها السلطة الفلسطينية للالاف من هؤلاء المنتسبين للاجهزة الامنية الفلسطينية.

وبحسب ابوهيثم، 51 عاما، الذي يشعر بالمرارة والاستياء ويحمل رتبة رائد في الامن الوطني الفلسطيني (الجيش)، فان «فياض يريد بناء جيش جديد، ولا يريد ان يبقي على احد من ارث ياسر عرفات». واضاف «انهم يريدون التخلص من الفتحاويين القدماء لان المرحلة تتطلب ذلك الان».

اما اياد البالغ من العمر 28 عاما، فانه يبدي ارتياحا كبيرا للتغيرات الجديدة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نتلقى تدريبات جيدة، ونتقاضى بالاضافة الى رواتبنا مكافآت جيدة مقابل كل مهمة في المدن الفسلطينية». وكان اياد من بين النخب الاولى التي تلقت تدريبات متقدمة في مدينة اريحا . وتبذل السلطة الفلسطينية جهدا لاعادة انتشارها في مدن الضفة الغربية، ودشنت كلية أمنية واقامت معسكرات في مدينة اريحا وفتحت الباب لالاف المنتسبين صغار العمر.

وبحسب مصادر في الامن، فان الاجهزة الامنية في بعض المواقع لا تقبل بالمتعلمين، وتريد منتسبين غير حاصلين على الثانوية العامة.

ولتشجيع العسكريين القدماء على التقاعد صدر قرار بالسماح، لكل من هو فوق سن 45 عاما، بالتقاعد، مع حصوله على راتبه كما هو، بدون اي نقصان، شريطة ان يكون قد اجتاز فترة خدمة 15 عاما.

ويسابق الفلسطينيون الزمن من اجل تدريب وتخريج دفعات جديدة. ويباهون بانهم استطاعوا فرض الامن . وربما هذا ما دفعهم لطلب تشكيل «جيش وطني» إذا ما أقيمت دولة فلسطينية مستقلة. ونسبت صحيفة (يديعوت احرنوت) إلى مصادر إسرائيلية وفلسطينية رسمية قولها إن المفاوضات الجارية الآن مع الفلسطينيين التي تدور وراء أبواب موصدة تسيطر عليها أجواء التفاؤل، مشيرة إلى أن رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الوضع النهائي احمد قريع (ابوعلاء) طالب خلال هذه المفاوضات ببناء جيش للدولة الفلسطينية التي ستعلن في المستقبل.

وقالت الصحيفة إن طلب قريع هذا جاء رغم تفاهمات سابقة مع الفلسطينيين بأن دولتهم المستقبلية سوف تكون منزوعة السلاح. وبحسب الصحيفة «فإن قريع طلب أن يكون هذا الجيش عاديا كغيره من الجيوش». وكان المفاوض الفلسطيني صائب عريقات قد قال لـ«الشرق الأوسط» «نريد دولة ككل الدول تستطيع ان تدافع عن نفسها». وقالت «يديعوت» ان الطلب الجديد والمفاجئ جاء خلال اجتماع عقد في القدس المحتلة يوم الأحد الماضي الذي كان من المفترض ان يناقش ترتيبات أمنية بين الجانبين. ووفق الصحيفة فان وزيرة الخاارجية لإسرائيلية تسيبي ليفني «شعرت بالسخط إزاء طلب قريع هذا وأبلغته رفضها الشديد لفكرة بناء جيش خاص بالدولة الفلسطينية